على بعد أيام فقط من حلول مناسبة عيد الأضحى، تشهد أسواق بيع المواشي ازدحاما شديدا، حيث تغيب التدابير الاحترازية الصارمة بين الزبناء الباحثين عن الأضاحي في ظل ضعف المراقبة المنتهجة من لدن الجماعات الترابية.
وبالموازاة مع ذلك، تفشت العديد من الأسواق العشوائية بالأحياء الشعبية على غرار المواسم الماضية، إذ تتحول بعض المناطق السكنية البعيدة عن مراكز المدن إلى وجهة للمواطنين من أجل اقتناء أضاحي العيد؛ الأمر الذي قد يهدد بانتشار البؤر الوبائية وسط الأسر.
تداعيات صحية خطيرة
جمال الدين البوزيدي، طبيب مختص في الأمراض التنفسية والصدرية، إن “الازدحام الذي تعرفه الأسواق وغيرها من الأماكن العامة تكون له تداعيات صحية خطيرة، تنعكس بدورها على مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والنفسية للمغاربة”.
وأضاف البوزيدي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “المجتمع يعرف ثلاثة أحداث مهمة، هي قدوم الجالية المغربية المقيمة بالخارج إلى أرض الوطن، وما يترتب عنها من حركية اجتماعية، ثم خروج المغاربة في عطلة الصيف، وحلول مناسبة عيد الأضحى التي تتزايد فيها وتيرة التنقلات الجماعية”.
ولفت الطبيب المغربي إلى أن “العالم يعرف متحورات فيروسية خطيرة بالمقارنة مع النسخة الأصلية في ووهان، بما فيها متحور ألفا البريطاني ودلتا الجنوب إفريقي ودلتا الهندي؛ الأمر الذي يستدعي ضرورة تكثيف تدابير الوقاية قبل حلول عيد الأضحى، سواء تعلق الأمر بالأسواق الأسبوعية أو الأماكن المغلقة أو الشوارع”.
محاكاة عملية “مرحبا”
أفاد بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، بأن “مدينة العيون عرفت تجربة ممتازة تتمثل في إحداث سوق نموذجي للمواشي، ينبغي تعميمها على بقية المدن، خاصة مع اقتراب عيد الأضحى، من أجل ضبط تحركات المواطنين والحرص على احترام تدابير الوقاية”.
وأوضح الخراطي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “عيد الأضحى تحول إلى عملية تجارية محضة، اعتبارا للرواج المالي الذي يصل إلى 70 مليار سنتيم؛ لكنها غير مؤطرة، لا سيما ما يتعلق بالأسواق التي تبقى غير منظمة بالمطلق”.
وأبرز الفاعل المدني أن “الجامعة المغربية لحقوق المستهلك سبق أن اقترحت على وزارة الفلاحة محاكاة عملية “مرحبا” بميدان المواشي، لأن الأمر يتعلق بمرحلة مناسباتية تتطلب التنسيق الكامل بين مختلف الأطراف المتدخلة، من خلال ترقيم المواشي وفرض المعايير الدولية على نقل الحيوانات وخلق أسواق نموذجية”.