اصبح لزيت بذور التين الشوكي البيولوجي التونسي، مواصفة تونسية خاصة به وهي “ن – ت: 118-152 (2021)، لتكون تونس بذلك اول بلد في العالم والوحيد الذي ضبط مواصفات تحدّد خصائص هذا الزيت الثمين، وهو ما يعكس الأهمية الممنوحة لهذا المجال الهام.
وتأتي هذه المواصفة، التي نشرها المعهد الوطني للمواصفات والملكية الصناعية، من اجل ضمان تموقع افضل لتونس كبلد رائد في انتاج زيت بذور التين الشوكي، او الهندي باللهجة المحلية، وكذلك كضمان جودة لهذا المنتج التجميلي الذي يجد اقبالا لافتا عليه، وفق ما أورده بلاغ لبرنامج الأمم المتحدة للتنمية الصناعية.
وتحدّد هذه المواصفة التونسية الجديدة، الخصائص الفنية ومعايير جودة زيت بذور التين الشوكي البيولوجي التونسي وتركيبته. كما يضبط هذا المرجع الرسمي المعايير القصوى لكل مؤشر فيزيائي وكيميائي، بما يتيح للفاعلين التونسيين ضمان الجودة المطلوبة ومن ثمة مطابقة المنتج للمواصفات.
خصائص صحية
وتصدّر تونس زيت بذور التين الشوكي البيولوجي، ذو الخصائص الصحية العديدة، الى القارات الخمس في العالم ويسوق اللتر منه بمئات الدنانير. وستدعم هذه المواصفة الجديدة صادرات تونس في المجال، إذ تظهر دراسة انجزها مشروع “بامبات”، ان المبيعات على المستوى الدولي تمثل نصف رقم اعمال مؤسسات تحويل الصبار في تونس وان هذه المؤسسات سجلت منحى تصاعديا واضحا حتى خلال سنة 2020 التي اتسمت بأزمة اقتصادية عالمية.
وأفاد المصدر ذاته ان هذا القطاع مازال يستفيد من الاقبال اللافت، اذ تطور عدد مؤسسات تحويل الصبار الى 42 سنة 2020 مقابل 5 سنة 2014، في حني ان عدد الشركات المصدرة تجاوز، بعد، العشرين شركة.
ثمرة جهود
وكان اصدار المواصفة التونسية الخاصة بزيت التين الشوكي التونسي، ثمرة جهود تعاون، على مدى سنتين ونصف السنة ، بين القطاعين العمومي والخاص، من خلال مشاركة عدة اطراف مثل المعهد الوطني للمواصفات والملكية الصناعية ووزارة الفلاحة، ممثلة في كل من الإدارة العامة للفلاحة البيولوجية والإدارة العامة للإنتاج الفلاحي، والمركز الفني للصناعات الغذائية واهم المخابر والجمعية الوطنية لتنمية التين الشوكي، وهي تجمع منذ 2018، المؤسسات الناشطة في المجال والتي كانت وراء الطلب الأخير لإعداد هذه المواصفة. ووجد تمشي اعداد المواصفة التونسية دعما من طرف “مشروع النفاذ الى أسواق منتجات الصناعات الغذائية التقليدية الاصيلة “بامبات”، الذي اقره برنامج الأمم المتحدة للتنمية الصناعة بتمويل من كتابة الدولة للاقتصاد السويسرية.
ويفسر النجاح والاقبال على هذا المنتج الشهير في القطاع، اي زيت بذور التين الشوكي، بفوائده العديدة للجلد، فهو غني بالاوميغا 6 والفيتامين هـ. وقد اكدت دراسات سريرية أنجزت سنة 2020، من طرف مشروع “بامبات” ان زيت بذور التين الشوكي التونسي الحاصل على شهادة المنتج البيولوجي، يعد فعلا اكسيرا للجمال وله خصائص مضادّة للبقع وللهالات السوداء ولمكافحة التجاعيد وهو يساعد على شدّ الجلد.
دراسات سريرية
يشار الى ان هذه الدراسات السريرية، جرت على فترة 28 يوما في مخبر دولي شهير وشملت عينة من النساء تتراوح اعمارهن بين 45 و65 سنة، واللاتي قمن بتطبيق بروتوكول محدد لاستعمال هذا المنتج بهدف تحديد نجاعته، وأكدت 97 بالمائة من المتطوعات اللاتي اتبعن البروتوكول في استعمال الزيت خلال هذه الدراسة السريرية، ارتياحهن لخصائص ونجاعة المنتج وعبرن عن نواياهن لمواصلة استعماله، وفق معطيات اوردها بلاغ برنامج الامم المتحدة للتنمية الصناعية وخلص المصدر ذاته الى القول بان المواصفة التونسية الخاصة بزيت بذور التين الشوكي البيولوجي، ستمكن الفاعلين التونسيين من حسن استغلال الفرص المتاحة في الخارج.
وقدا اثبتت دراسة سوق، قام بها مؤخرا، البرنامج السويسري للنهوض بالوارادت بالتعاون مع وكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية ومشروع “بامبات”، انه بإمكان زيت بذور التين الشوكي التونسي، اكتساب موقع، في أسواق السويد والنمسا وايطاليا والمانيا وفرنسا، وهي كلها مؤشرات تبشر بمستقبل واعد لهذه المنتج الذي يعد حربة الصناعة التجميلية التونسية ويؤكد الإمكانيات التي يزخر بهذا القطاع غير المستغل على الوجه الأمثل.