تشكو مجموعة من الأسر بدواري إغبولا وتيزي نوارك بالجماعة الترابية آيت أقبلي، الواقعة في نفوذ إقليم أزيلال، من “محنة شاقة” جراء غياب شبكة الربط بالماء الصالح للشرب، ما يتسبب في هدر الزمن ويزيد من معاناة النساء والأطفال من أجل توفير هذه المادة الحيوية.
عمر أعلّاصل، ناشط حقوقي يقطن بجماعة آيت أقبلي، قال في تصريح لهسبريس إن “همّ هؤلاء الناس بات يتلخص في البحث عن جرعة ماء عوض التطلع إلى حياة أفضل أسوة بباقي المناطق”، مشيرا إلى أن “أطفال الدوار والنساء والمسنين هم الفئة الأكثر تضررا من هذا الوضع”.
وأردف الناشط ذاته: “إن جهود السلطات في ما يتعلق بالربط الاجتماعي وفك العزلة بالإقليم كان لها أثر جيد على ساكنة الجبل، خاصة بالمناطق الجبلية الوعرة.. وما نتحدث عنه اليوم يهمّ بعض الأسر القليلة التي مازالت تتطلع منذ أزيد من حوالي ربع قرن للعيش في ظروف تضمن أساسيات الحياة والاستقرار التي يبقى الحق في الحصول على الماء من ضمنها”.
واعتبر الحقوقي ذاته الربط بالماء الشروب مطلبا استعجاليا، تراهن الأسر المحرومة منه بالدوارين المذكورين على تحقيقه قبل بلوغ ذروة الصيف، معبرا عن تخوفه من أن تنضب مياه منبع مائي قريب من الساكنة، ما قد يعمق من معاناتها بالبحث عن مصادر أخرى.
وذكر المتحدث ذاته أن المنطقة تزخر بمؤهلات فلاحية تضمن الاكتفاء الذاتي للأسر القاطنة بها، وأن “ما يشغل بال الأهالي يقتصر على مبادرة جادة من المسؤولين لتخفيف عبء البحث عن الماء، وتفادي هدر المزيد من الزمن في توفير بضع لترات من الماء لا تكفي للشرب، فما بالك بباقي الاستعمالات الأخرى”.
من جهته طالب البخور موحا، أحد قاطني دوار إغبولا، من خلال هسبريس، بـ”ضرورة العمل على ضمان وصول هذه المادة الحيوية إلى المنازل بوتيرة يومية ودائمة، وذلك عبر إحداث شبكة الربط الفردي التي بدونها لا يمكن وقف رحلات جلب الماء السيزيفية”، وزاد: “إننا نبحث عن مياه للشرب، أما لباقي الاستعمالات فغالبا ما نعتمد على مياه الأمطار إن توفرت”.
وكشفت المتحدث ذاته أن “بعض النسوة يجدن صعوبة في جلب الماء من قعر بئر بالنظر إلى عمقه”، مضيفا أن هاجس نضوب مياه الجوفية بات يؤرق كل القاطنين بالمنطقة، خاصة أن أقرب منبع مائي يمكن استغلاله يبعد عن الدوار بحوالي أربعة كيلومترات.
وفي سياق متصل، أفادت مصادر مطلعة بأن السلطات المحلية في شخص قائد المنطقة دخلت على الخط، تزامنا مع مسيرة احتجاجية نظمها المتضررون، إذ تم كحل مؤقت توفير صهريج مائي متنقل للساكنة، بدءا من هذا الأسبوع، في انتظار بدء أشغال الربط الفردي، مشيرة إلى أن لجنة من عمالة الإقليم ستزور المنطقة في غضون الأيام القليلة المقبلة للنظر في ما يمكن القيام به في هذا الإطار.
من جانبه أوضح محمد أهنين، رئيس المجلس الجماعي لآيت أقبلي، أن مشروع الربط بالماء الشروب لفائدة هذه الأسر القليلة تمت برمجته بدعم من المجلس الإقليمي لأزيلال، مضيفا أن الجماعة الترابية حققت نسبة 99 بالمائة من الربط بشبكة الماء، وفك العزلة.
وأوضح رئيس الجماعة أن “الكوانين غير المستفيدة من الماء بدوار إغبولا معدودة على رؤوس الأصابع، ورغم تواجدها في مناطق وعرة فإن المجلس سبق أن أخذها بعين الاعتبار، وستنال حقها من هذه المادة الحيوية حتى لو اقتضى الأمر تزويدها بصهريج متنقل بشكل مؤقت”.
وذكر أهنين بأن ساكنة المنطقة ستستفيد من مشروع بناء مقطع طرقي تقدر تكلفته بحوالي 500 مليون سنتيم، يرتقب أن تبدأ أشغاله في غضون الأيام المقبلة، مشيرا إلى أن ضعف مداخيل الجماعة لم يمنع رئاسة المجلس من الترافع لدى مؤسسات وصناديق الدعم، “فجرى ضخ حوالي 17 مليار سنتيم في مشاريع تنموية مهمة لم تتحقق على مستوى الجماعة منذ نشأتها”.