اعتصم العشرات من فلاحي عدد من بلديات ولاية معسكر، الثلاثاء، أمام مقر الولاية في وقفة احتجاجية، الهدف منها لفت انتباه السلطات لمطلبهم الرئيسي وهو تمكينهم من رخص لحفر وتعميق وسلت آبارهم، حيث إنه في ظل حالة الجفاف التي تعرفها المنطقة وغياب الأمطار، فقد بات أمر حفر آبار أو مناقب، لتوفير مياه السقي أمرا محتوما بالنسبة إليهم.
ودعا المحتجون القادمون من عديد البلديات إلى الإفراج عن رخص الحفر والسلت والتعميق، حتى يتم إنعاش زراعتهم من جديد، اعتبارا من أن أشجارهم وثمارهم ومزروعاتهم باتت مهددة بالضياع بعد موسم جاف غابت عنه الأمطار. واعتبر المحتجون عدم منح التراخيص للفلاحين، قرار مقتصرا على ولاية معسكر دون سواها، حيث إن فلاحي باقي الولايات يتمتعون بالرخص لاستغلال آبارهم ومعها توسيع وتنويع مجال شاطهم الفلاحي، داعين الوالي عبد الخالق صيودة إلى إعادة النظر في القرار.
وتحصي ولاية معسكر العديد من البلديات مصنفة ضمن الخانة الحمراء التي لا يمكن بأي حال من الأحوال منح تراخيص فيها لحفر الآبار وفقا لتوصيات الوكالة الوطنية للموارد المائية، ما جعل السلطات تشدد حرصها على عدم الحفر بها في ظل تآكل احتياطي غالبية سدود الولاية من المياه الموجهة للشرب أساسا قبل الري الفلاحي.
في السياق نفسه، اشتكى فلاحو بلديات جنوب ولاية سيدي بلعباس من عدة عراقيل بيروقراطية أصبحت ترهن استمرار نشاطهم الفلاحي نتيجة عدم منحهم تراخيص حفر الآبار، رغم مرور سنوات على إيداع طلباتهم لدى مديرية الري، حيث ناشدوا السلطات المحلية من اجل دعمهم ومساعدتهم بتوفير لهم مناخا ملائما لتطوير استثماراتهم الفلاحية.
وقد انتقد بشدة الفلاحون الناشطون على مستوى دوائر تنيرة تلاغ ورأس الماء طريقة تعاطي الجهات المعنية مع طلباتهم، نتيجة رفضها غير المبرر منحهم رخص حفر آبار في أراضيهم الفلاحية قصد توفير المياه لسقي منتجاتهم من حبوب وأشجار مثمرة، معربين في الوقت ذاته عن استيائهم الشديد من التهميش والإقصاء الذي يتعرضون له. خاصة وأنهم قاموا بمراسلة الجهات المعنية أكثر من مرة لكن دون جدوى. ليجدوا أنفسهم في خانة الانتظار لسنوات، ما اثر وبشكل كبير على نشاطهم الفلاحي. كما أوضح الفلاحون بأنهم يجدون صعوبة كبيرة في سقي مساحاتهم الزراعية التي تزيد الواحدة منها عن 40 هكتار، لاسيما في ظل موجة الجفاف التي تضرب المناطق الجنوبية وبعد الآبار عن مستثمراتهم الفلاحية.
بالموازاة مع هذا، طرح رئيس الكنفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية خلال اجتماعه الأخير مع الوالي لمناقشة مشاكل المستثمرين، إشكالية تأخر منح رخص الآبار، حيث قال بأن الكنفدرالية استقبلت شكاوى 50 فلاح أغلبهم ببلدية تلاغ، لم يتحصلوا بعد على رخص لحفر الآبار بمستثمراتهم الفلاحية.
…