اجماع تام بين العلماء وحتى الدول على أن العالم يعيش ظواهر مناخية خارجة عن المعتاد من ارتفاع قياسي لدرجات الحرارة وفيضانات وجفاف .
وتونس ليست بمنأى عن هذه التغيرات المناخية، اذ شهدت البلاد خلال الاسبوع الأخير من شهر جوان وبداية جويلية درجات حرارة غير مسبوقة، وقد تحدّث رئيس مصلحة التوقعات الجوية بالمعهد الوطني للرصد الجوي في تصريح لموزاييك عن تفاصيل وصولها الى بلادنا وانعكاساتها مستقبلا يقدمها.
من جهته، أكد مدير الوحدة التنسيقية للتغيرات المناخية بوزارة البيئة والشؤون المحلية محمد الزمرلي في تصريحه للزميلة بشرى السلامي ان التغيرات المناخية هي نتيجة تنامي انبعاث الغازات الدفيئة التي سببت انحباسا حراريا .
ومصادر هذه الغازات متعددة أهمها النفايات والصناعات الملوثة للبيئة والاستعمال المكثف للمبيدات في قطاع الفلاحة وغيرها.
وأضاف الزمرلي ان كل دول العالم تعيش حالة طوارئ مناخية وهي ظاهرة تطورت منذ القرن الماضي بتسجيل ارتفاع بدرجة واحدة في درجات الحرارة تسببت في ذوبان كتل جليدية وتسريع عملية تبخر المياه الذي أدى الى كثرة التساقطات.
أما عن الحلول فقد قال الزمرلي ان الأمم المتحدة دعت كل الدول للحد الى الصفر من الانبعاثات الدفيئة وبلوغ مرحلة الحياد الكربوني وتقديم تصورها خلال مؤتمر المناخ القادم.
وفي هذا الاطار يجب على تونس ان تقدم برامج عمل واضحة تهدف للتقليص من الغازات الدفيئة والتوجه نحو الطاقات المتجددة قبل حلول 2030.
وتبقى سياسة الحكومات فيما يتعلق بالمناخ غير كافية ما لم يدرك المواطن مرحلة من الوعي بأن هذه التغيرات هي خطر على الأجيال القادمة بدأنا نلمسها في تفاصيل حياتية يومية من خلال ارتفاع نسق الانقطاعات المتكررة لمياه الشرب وللكهرباء ولذا يجب تظافر كل الجهود لانقاذ ما يمكن انقاذه.