نظّم حراك “أصوات عاملات الفلاحة” مؤتمره الثاني تحت شعار “الاعتراف بمهنة عاملة في القطاع الفلاحي”، مواصلاً بذلك مسارًا نضاليًا بدأ منذ سنة 2019، بهدف الدفاع عن الحقوق الاجتماعية والاقتصادية للعاملات في هذا القطاع المهمّش. ويأتي هذا المؤتمر، الذي انعقد بعد نحو عام من تنظيم أول نسخة له سنة 2023، ليعكس إصرار النساء الريفيات على إيصال أصواتهنّ والمطالبة بحقوق طال انتظارها، في مقدّمتها النقل الآمن والتغطية الاجتماعية، وهما مطلبان لطالما رُفعا خلال مسيرات وتحركات ميدانية شهدتها عدد من الجهات الداخلية. يضم الحراك اليوم نحو 300 امرأة، والعدد في تزايد مستمر، مع اتساع رقعة نشاطه الذي شمل في بداياته ثلاث ولايات رئيسية: القيروان، سيدي بوزيد، ومعتمدية جبنيانة من ولاية صفاقس. ورغم التهميش الذي يطغى على واقع العاملات في الفلاحة، فإن الأرقام الرسمية تكشف عن حجم مساهمتهن الحيوية في هذا القطاع، إذ يتجاوز عددهن 500 ألف عاملة، تمثل النساء حوالي 80% من اليد العاملة الفلاحية في تونس، ما يجعل من الفلاحة قطاعًا نسويًا بامتياز. إن حراك “أصوات عاملات الفلاحة” لا يرفع فقط مطالب ظرفية، بل يسعى إلى تغيير نظرة المجتمع والسياسات العامة تجاه العمل الفلاحي النسوي وبين التحديات والطموحات، تواصل هؤلاء النساء نضالهنّ في سبيل كسر الصمت، وفرض واقع جديد يُنصفهنّ ويعترف بجهودهن اليومية في خدمة الاقتصاد الوطني.