Agri Culture Magazine

هل ستجف المياه من على كوكب الأرض؟

في أحدث التقارير السنوية حول أكبر المخاطر العالمية، أدرج المنتدى الاقتصادي العالمي استمرار أزمات المياه من بين أهم التهديدات التي تواجه العالم وسبقت قضايا أخرى مثل الهجمات الإرهابية وسلامة الغذاء والأزمات المالية.

فالماء مورد حيوي لمنازلنا وإنتاجنا الصناعي وإنتاج الغذاء والنظم البيئية، لكن استهلاك المياه في العالم يتزايد بشكل كبير، وفي كثير من الأماكن يمثل الحصول على كمية كافية من المياه تحدياً كبيراً، وفي حال استمرار الهدر الكبير في المياه الذي يحدث حالياً، فالجواب هو نعم يمكن للمياه أن تجف من كوب الأرض.

بعض المدن الرئيسية في العالم مثل كيب تاون في جنوب إفريقيا وتشيناي في الهند تحدثت عن اليوم صفر باعتباره اليوم الذي لن يهطل فيه المطر ولن يكون هناك أي ماء في الصنابير والسبب هو إفراغ طبقات المياه الجوفية في المستقبل المنظور إذا استمر الضخ الحالي غير المستدام للمياه .

فيما يلي نظرة على الأشياء التي يقول الخبراء إنها من الحلول المطلوبة من أجل التخلص من أزمة المياه وفقاً لما ذكره موقع Circle Of Blue.

التثقيف لتغيير الاستهلاك وأنماط الحياة

يتطلب التعامل مع العصر القادم لندرة المياه إجراء إصلاحات شاملة لجميع أشكال الاستهلاك، من الاستخدام الفردي إلى سلاسل التوريد للشركات الكبرى، إضافة إلى تثقيف الناس بأهمية الحفاظ على الماء والأضرار التي سيخلفها التناقص. إذ تواجه بعض المناطق مثل الهند وأستراليا وجنوب غرب الولايات المتحدة بالفعل أزمة المياه العذبة.

ابتكار تقنيات جديدة للحفاظ على المياه

في المناطق التي تجف فيها طبقات المياه الجوفية وتزداد صعوبة التنبؤ بمياه الأمطار، لذلك هناك حاجة إلى الابتكار.

إعادة تدوير مياه الصرف الصحي

دائماً ما يحث المشاركون في يوم المياه العالمي على تبني عقلية جديدة لمعالجة مياه الصرف الصحي. إذ تحاول بعض البلدان مثل سنغافورة إعادة التدوير لخفض واردات المياه وتحقيق الاكتفاء الذاتي.

تحسين ممارسات الري والزراعة

في بعض الحالات، تؤدي ممارسات الري المفرطة إضعاف قدرة المزارعين على توفير الغذاء والألياف لعالم متنامٍ، ولا ننسى أنّ نحو 70% من المياه العذبة في العالم يستخدم للزراعة، لذلك يمكن أن يساعد تحسين الري في سد فجوات العرض والطلب.

السعر المناسب

دائماً ما يشكك المستهلكون في فائدة الأسعار المياه، لكن وفقاً لخبراء منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية فإن رفع الأسعار سيساعد في تقليل النفايات والتلوث.

تطوير وتنفيذ سياسات ولوائح أفضل

مع تعقيد ندرة المياه للأمن الغذائي والتلوث، تحتاج حكومات الدول حول العالم إلى إعادة تحديد دورها من أجل ضمان المزيد من الحماية للمياه.

تحسين البنية التحتية

لا شكّ أنّ ضعف البنية التحتية يؤدي إلى تدمير الصحة والاقتصاد، كما أنه يهدر الموارد من المياه، ويزيد من التكاليف، ويقلل من جودتها ويسمح للأمراض المنقولة بالمياه التي يمكن الوقاية منها بالانتشار بين الفئات الضعيفة من السكان وخاصة الأطفال.

التخفيف من آثار تغير المناخ

يسير تغير المناخ وندرة المياه جنباً إلى جنب لإحداث واحدة من أكبر التحديات المعاصرة للجنس البشري. هذه القضايا لها علاقة متبادلة حددتها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ والتي يمكن أن يكون لسياسات وتدابير إدارة المياه فيها تأثير على انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

ومع متابعة خيارات الطاقة المتجددة يجب مراعاة استهلاك المياه لأساليب التخفيف هذه عند إنتاج بدائل تتراوح من محاصيل الطاقة الحيوية إلى محطات الطاقة الكهرومائية والطاقة الشمسية.

السيطرة على النمو السكاني

بسبب النمذو المتسارع في عدد سكان العالم، يمكن أن تشهد أجزاء من العالم فجوة بين العرض والطلب تصل إلى 65% في موارد المياه بحلول عام 2030، وحالياً أكثر من مليار شخص لا يحصلون على المياه النظيفة.

ومع استخدام 70% من المياه العذبة في العالم للزراعة يجب النظر إلى الدور الحيوي للمياه في إنتاج الغذاء مع تغير المناخ وظروف الموارد.