بعد الحرائق التي مست غابات طامزة وبوحمامة وشيلية في محافظة خنشلة الواقعة شمال شرق الجزائر بداية شهر يوليو، تحرك متطوعون وجمعيات مدنية عن طريق إطلاق مبادرات من أجل إعادة تشجير تلك المساحات الغابية وإرجاع مشاهد الغطاء الغابي الأخضر إلى تلك الربوع التي أتت عليها ألسنة النيران.أخبار ذات صلة
إعادة التشجير.. مبادرة جزائرية بوجه حرائق الغابات
منير حنان ابن مدينة قصر البخاري الواقعة في محافظة المدية شمال وسط البلاد، وهو أحد أعضاء “مجموعة شوارع قصر البخاري” أطلق مع رفاقه حملة تطوعية تحت عنوان “معا من أجل إعادة البسمة لغابات خنشلة”، وتهدف المبادرة إلى جمع 100 ألف شجرة من أجل إعادة الاخضرار إلى تلك الجبال الشامخة.
يقول الشاب منير حنان الذي يسهر على مبادرة “معا من أجل إعادة البسمة لغابات خنشلة” مع رفاقه لـ”موقع سكاي نيوز عربية” “استخلصنا بأنه من الواجب علينا بعدما تعرضت له الغابات من حرائق كبيرة مثلما شاهدنا في الفيديوهات عبر منصات التواصل الاجتماعي ونظرا لقيمة هذه الجبال التي قدمت كل أبطالها إبان فترة الاستعمار من أجل أن نعيش في حرية واستقلال، فإنه من واجبنا أن نقف وقفة رجل واحد من أجل إعادة البسمة لها”.
ومعروف عن هذه المجموعة من المتطوعين بأنها لا متناهية العدد أي أنها غير محدودة، وهي جماعة يساهم الكل فيها سواء من قريب أو من بعيد ماديا ومعنويا من أجل الصالح العام.
وبالنسبة لميادين التطوع التي تعمل عليها، فإن هذه الفرقة تساهم في مختلف المجالات الاجتماعية للمواطن مثل: التشجير وتزيين الأزقة وحملات التنظيف وكذلك القيام بأعمال تطوعية على غرار توزيع قفة رمضان، تنظيم ختان جماعي، شراء أضاحي العيد، المحافظ المدرسية للعائلات المعوزة والفقيرة.
جمع 14 ألف شجرة
وبعد إطلاق حملة جمع الأشجار بداية الشهر الحالي، أفاد المتطوع منير بأنه “تم بفضل المحسنين جمع ما يقارب 14 ألف شجرة ونهدف للوصول إلى 100 ألف منها، وسننطلق مع بداية شهر سبتمبر إلى غابات خنشلة حسب الأوضاع الوبائية التي نسأل الله أن يرفعها عنا”.
ودعا المتحدث مختلف الجمعيات الولائية إلى الوقوف وقفة رجل واحد بالتشاور مع أهل الاختصاص من حراس الغابات من أجل تجسيد الفكرة على أرض الواقع وإعادة البسمة إلى غابات خنشلة، مؤكدا أن “المواطنين سيساهمون بدون شك في إنجاح هذا العرس لتعود للأوراس بسمتها التي رسمتها أيادي الشهداء عليها”.
ولا يتوقف منير ورفاقه عند هذا الحد من النشاط، بل يهدفون في المستقبل القريب على إطلاق مشروع وطني خيري سيمس كل محافظات البلاد انطلاقا من محافظة بسكرة ثم الجلفة إلى ورڨلة مرورا بالأغواط وغرداية.
لجنة لبرنامج التشجير
وكانت الحرائق التي اندلعت بتاريخ 4 يوليو الجاري، قد أتت على أكثر من 2500 هكتار من الغطاء الغابي وتسببت في تضرر عشرات البيوت وبساتين التفاح وأشجار الزيتون المملوكة للسكان المقيمين قرب هذه الغابات، حسب مصادر محلية.
وحسب تقرير اللجنة التي تشرف على عملية الإحصاء فإن حرائق الغابات التي اندلعت بمحافظة خنشلة منذ 4 يوليو الجاري وإلى غاية 12 من ذات الشهر أتت على7 آلاف هكتار من الغطاء الغابي إضافة إلى 8 آلاف شجرة مثمرة و3,6 هكتار من مساحة الحبوب غير المحصودة و16 قنطار من القمح الصلب و350 حزمة من التبن و19 صندوق لتربية النحل.
وكانت مصالح محافظة خنشلة قد قامت بتشكيل لجنة تتكفل بمهمة إحصاء المواطنين والفلاحين المتضررين من حرائق الغابات التي مست عدة مناطق من هذه المحافظة الشرقية.
وقد تقرر عقب زيارة وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية كمال بلجود وكذا وزير الفلاحة والتنمية الريفية عبد الحميد حمداني إلى محافظة خنشلة بعد حوادث الحرائق، تشكيل لجنة يقوم أعضاؤها ببرمجة زيارات ميدانية إلى المناطق المتضررة جراء حرائق الغابات لإحصاء المتضررين منها.
وأكد بيان خلية الإعلام والاتصال لمحافظة خنشلة أنه “تم اتخاذ مجموعة من القرارات لفائدة سكان المناطق المتضررة جراء الحرائق الغابية التي شهدتها الولاية أهمها إنجاز آبار جماعية لفائدة فلاحي المنطقة مع ربطها بالطاقة الكهربائية في أقرب الآجال”.
كما سيتم عما قريب الشروع في إنجاز مشتلة مع وضع برنامج خاص لإعادة التشجير تشارك فيه جميع القطاعات وفعاليات المجتمع المدني وجمعيات ولجان الأحياء والمواطنين.