في ظل تواصل الأزمة السياسية بين إسبانيا والمغرب منذ شهر أبريل الماضي، واستثناء موانئ إسبانيا من عملية “مرحبا” 2021 لاستقبال الجالية المغربية القادمة من أوروبا، يجري المغرب مفاوضات مع البرتغال من أجل فتح خطوط ملاحية جديدة تربط ميناء بورتيماو البرتغالي باتجاه ميناء طنجة المتوسط.
أكدت وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء في بلاغ لها في 14 يونيو 2021، أنها تقوم باتصالات مكثفة مع شركات النقل البحري العاملة على الخطوط البحرية مع أوروبا بقصد تسهيل عودة الجالية المغربية المقيمة بالخارج، وذلك عبر إضافة خطوط جديدة إلى الخطوط التقليدية التي تربط المغرب مع ميناءي “سيت” الفرنسي، و”جنوى” الإيطالي.
ويضيف البلاغ أنه في هذا الإطار، تجري مباحثات مع السلطات البرتغالية بهدف جعل ميناء بورتيماو ميناء للعبور، حيث تبلغ المسافة بين بورتيماو وطنجة 148 ميلاً بحرياً ما يمثل مدة عبور لا تتعدى 9 ساعات، مقابل أكثر من 40 ساعة بين ميناءي طنجة المتوسط وسيت الفرنسي.
وفي اتصال موقع سكاي نيوز عربية مع أستاذ العلاقات الدولية وعميد كلية الحقوق في تطوان شمالي المغرب، محمد العمراني بوخبزة، يوضح أن بحث المغرب عن مخارج بديلة لإسبانيا هو من المقترحات القديمة وليست وليدة اليوم، باعتبار أن إسبانيا في كثير من الأحيان كانت تعاكس المصالح المغربية سواء كمؤسسات رسمية أو فاعلين مدنيين.أخبار ذات صلةالمغرب يستنكر إقحام البرلمان الأوروبي في الأزمة مع مدريدالمغرب يعيد المهاجرين القاصرين.. سحب ورقة من يد إسبانيا
وفي هذا الشأن يقول “يعترض الفلاحون الإسبان في عدة حالات الشاحنات المغربية المحملة بالمنتوجات الفلاحية مما يتسبب في خسائر مادية كبيرة للفلاح المغربي، هذا بالإضافة إلى الشكاوى المتكررة من المعاملة السيئة للسلطات الإسبانية لجاليتنا التي تعبر التراب الإسباني”.
ويتابع الخبير في العلاقات الدولية، “وأمام كل تلك المعاكسات، لا طالما دعا الخبراء إلى اللجوء إلى بدائل وعدم وضع كل البيض في سلة واحدة. وهو ما اتضح اليوم للمغرب الذي يملك خيارات متعددة، خصوصا أن المشكلة الحالية مرتبطة بقضية أهم بكثير من المصالح العابرة، إذ ترتبط بمصالح استراتيجية للمغرب. وبالتالي من خلال بحث المغرب عن حلول بديلة لما تقدمه إسبانيا، سواء فيما يتعلق بمرور السلع أو عبور الجالية أو الغاز الجزائري الذي يمر عبر أنبوب المغرب ليصل إلى إسبانيا واستغلاله لموقعه الاستراتيجي وعلاقاته الخارجية الجيدة كلها كانت رسائل قوية للجانب الإسباني التي استوعبها بشكل جيد”.
ويختم حديثه مشيرا إلى أنه بهذه الخطوة في اتجاه البرتغال وتكثيفه للرحلات الجوية ستصبح موانئ الجنوب الإسباني في حال عطلة، خصوصا موانئ كل من الجزيرة الخضراء وطريفة وقادس التي تعتمد في مواردها بشكل كبير على مرور الجالية المغربية ورعايا دول جنوب الصحراء الذين يستعملون المغرب كمعبر نحو دولهم”.
وبلغة الأرقام، تؤكد الوزارة أن فتح خطوط ملاحية جديدة من ميناء بورتيماو جنوب البرتغال إلى ميناء طنجة المتوسط سينضاف إلى خطوط فرنسا وإيطاليا، بسعة أولية تبلغ 20 ألف راكب و5000 مركبة أسبوعياً، فضلاً عن تعبئة عبارة إضافية على خطوط مرسيليا – طنجة المتوسط.
وعلى مستوى الأثمنة، يعمل المغرب تنفيذا لتعليمات الملك محمد السادس على تقليص الأثمنة المرجعية للتذاكر ذهابا وإيابا بالسيارة إلى 995 أورو للعائلة المتكونة من 4 أفراد بالنسبة للخطوط طويلة المدى، و450 يورو للعائلة المتكونة من 4 أفراد بالنسبة للخطوط متوسطة المدى.
وهكذا ستتم تغطية مرحلة العبور المخطط لها من 15 يونيو إلى 15 سبتمبر 2021، مع حوالي 650 ألف راكب و180 ألف مركبة.