باتت تأثيرات التغير المناخي ملموسة في تونس وتجلت في ظواهر طبيعية كالجفاف وتساقط البرد والأمطار الغزيرة التي تزداد حدتها من سنة الى أخرى. وعمق هذا التغير المناخي على الإنتاج الفلاحي, حسب تقرير المنتدى التونسي للحقوق الإقتصادية والإجتماعية, حيث تزيد من حدة بعض المخاطر المرتبطة بتفشي بعض الأمراض و ضعف بعض الهياكل.
التقلب الحاد للمناخ يحد من هوامش الربح ويزيد من تقلب الأسعار. وتتأثر المستغلات الفلاحية الصغرى بهذه الظواهر أكثر من غيرها لعديد الأسباب التي من بينها الإرتباط المباشر لأغلب الزراعات بهطول الأمطار خاصة.
و خلال السنوات الفارطة وخاصة خلال الفترة الممتدة بين سنتي 2013 و2016 والتي اتسمت بضعف نزول الأمطار، لم يتم التمكن من تزويد الأراضي السقوية بمياه الري بسبب شح الموارد المائية حيث لم تتعدى نسبة امتالء السدود %20 واقتصرت عملية التزويد على توفير مياه الشرب ومياه شرب المواشي.
ولعل صغار الفالحين هم األكثر ضعفا أمام هذه التغيرات المناخية بسبب عدم توفر الوسائل والتقنيات لديهم لمواجهتها والتوقي منها وبسبب تدني مستواهم التعليمي الذي لا يمكنهم من مجابهة الكوارث الطبيعية.